أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 29 يناير 2021م : التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء ، للشيخ كمال المهدي

خطبة الجمعة القادمة 29 يناير 2021م بعنوان : التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء ، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 16 جمادى الثانية 1442هـ ، الموافق 29 يناير 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يناير 2021م بصيغة word : التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء ، للشيخ كمال المهدي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يناير 2021م بصيغة pdf : التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء ، للشيخ كمال المهدي

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 يناير 2021م بعنوان : التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء ، للشيخ كمال المهدي:

 

١- حب الوطن فطرة.

٢- حب الوطن لا يتوقف عند مجرد المشاعر والعواطف فحسب،

٣- التضحية من أجل الوطن من أسمى أنواع التضحيات.

٤- حاجتنا للتضحية في كل مجال.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 يناير 2021م كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة ١٦ من جمادى الآخرة ١٤٤٢ الموافق ٢٩ يناير ٢٠٢١ م بعنوان (التضحية لأجل الوطن سبيل الشرفاء والعظماء الأوفياء).

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.

*أما بعد *

أحبتي في الله : 

لا يخفى علينا ما تمر به البلاد من أزمات أدت إلى ضيق الحال وقلة الأرزاق فضجر البعض من الناس بل شعر أن الوطن مقصر في تلبية احتياجاته فكان ذلك سببا في ادعائه بكراهية الوطن وهذا أمر لا يُعْقَل لأنه لو فكر بتمعن مع نفسه لوجد أن حب الوطن فطرة وغريزة لا تنفك عنه.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة فكلنا نعلم كم عانى رسول الله وأصحابه في مكة وكم لاقوا من تعذيب واضطهاد ومحاربة للدعوة.

ولكنه صلي الله عليه وسلم حينما خرج منها مهاجراً توجه إليها وكله شوق وحنين لها فقال مخاطباً لها :” ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك – قاله لمكة . (صحيح).

ومما يدل على حبه صلى الله عليه وسلم لوطنه أنه لما هاجر للمدينة دعا ربه أن يحبب له المدينة كحبه لمكة موطنه الأول.

فقد روى البخاري بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وصَحَّحْها لنا وانقل حُمَّاهَا إلى الجحفة).

فالرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يعلمنا حب الوطن لأنه كان يحب وطنه الأول مكة ودعا الله أن يحبب له وطنه الثاني أشد وأن يبارك الله في وطنه الجديد ويجعل بيئته بيئة صحية خالية من الأمراض الوبائية.

ولذلك نجد أن الله تعالى لما علم حب رسوله صلى الله عليه وسلم لوطنه

قال له مطمئنا وممتنا عليه بأنه سيرده لوطنه الذي أُخرِج منه قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ) قال ابن العباس رضي الله تعالى عنهما : إلى مكة ” رواه الإمام البخاري

وقد تَعْجَب لأمر بلال رضي الله عنه الذي ذاق الويلات على أرض مكة وعُذب فيها عذابًا شديدًا، ومع كل هذا يحرك القلوب ويحرقها شوقًا إلى مكة ومياهها ونباتها البرية بشعرِه.

فقد ورد أنه لما تذكر مكة المكرمة أنشد الأبيات التالية حنينًا إليها فقال:

ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً*** بِوَادٍ وحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ..

وهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهَ مَجَنَّةٍ*** وهل يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ.

وفي هذا حنين للنباتات البرية والمياه والبيئة التي عاش فيها بلال، فهذه أشياء لا تُمْحَى من الذاكرة والقلوب آثارها، ورغم ما لاقاه بلال من المشركين في مكة فإن ذلك لم يقلل من حبه لمكة موطنه العزيز على قلبه والقريب من نفسه.

 وصدق القائل :-

بلادي وإن جارت على عزيزة ***وأهلي وإن ضنوا على كرام.

** فلقد جُبِلَت النفوس السليمة على حب بلادها واستقرت الفطر على النزوع إلى ديارها حتى إن الطير لتحن إلى أوكارها، جِبِلَّةٌ مَغْروزَةٌ وفِطْرَةٌ مَرْكُوزَةٌ، فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وإذا كان الطائر يحن إلى وكره فالإنسان أحق بالحنين إلى وطنه.

** ولقد اقترن حب الوطن في القرآن الكريم مع محبة النفس ، كما اقترن حب الديار بحب الدين لأن كلا منها أمر متأصل في النفوس عزيز عليها ، فهذا إبراهيم عليه السلام يدعوا لوطنه بالأمن والرزق ، وهذا يؤكد ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حبه المستقر لعبادته وموطن أهله ، إذ الدعاء علامة من علامات الحب وتعبير عنه. يقول تعالى ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير) [البقرة :١٢٦] .

ولقد جاءت الشريعة الغراء تقدر هذا الأمر الفطري وهو حب الوطن يقول الله سبحانه وتعالى : ( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ)[ النساء :٦٦] .

قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية جعل الله تبارك وتعالى مفارقة الأوطان معادلة لقتل النفس.

ولقد كان العربي قديما حين يخرج من وطنه يحمل معه ترابا من وطنه وبين الحين والحين يفتح الكيس ويشم التراب.

** أحبتي في الله :- هذا الحب للوطن لا يتوقف عند مجرد المشاعر والعواطف فحسب، بل يجب أن يترجم إلى عمل وسلوك صالح للفرد والمجتمع، ومن ثَم لابد من التضحية لأجل بقائه قويا عزيزا، فالانتماء للوطن يُوجِب على أبنائه أن يعتزوا به، وأن يتكاتفوا جميعا للحفاظ عليه، وأن يسهموا بقوة في نهضته بالعلم والعمل والإنتاج، وأن يضحوا من أجله بالغالي والنفيس ..

** وقد يظن البعض أن التضحية من أجل الوطن غالباً ما تكون بالنفس فقط من خلال الدفاع عنه أمام المخاطر الأمنية والعسكرية المعتدية ولا أحد ينكر أن التضحية بالنفس أسمى أنواع التضحيات على الإطلاق،

وقد ضرب أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أروع الأمثلة بالتضحية بالنفس من هؤلاء: –

هذا الصحابي الجليل حنظلة ابن أبي عامر الراهب…

عندما سمع حنظلة بن أبي عامر الراهب، داعي الجهاد ليلة زفافه، نهض من فراش عروسه إلى المعركة، دون أن يغتسل، ولقي الله شهيداً، فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه رأى الملائكة تغسله بين السماء والأرض، وسُمي “غسيل الملائكة”، إنه ضحى بليلة عمره، كما يقولون بل بحياته كلها وضحى بعروسه في ليلتها الأولى، لتعانقه الحور العين في جنة الفردوس. ـ ومنهم عمرو بن الجموح، فقد كان أعرج وكبير في السن، وقد أصر على الخروج للجهاد في غزوة أحد رغم ذلك، وحاول أبنائه منعه من الذهاب للجهاد، لكبر سنه وعرجته، لكنه أصر على المشاركة قائلا:” والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة” فما زال يقاتل حتى استشهد.

فالتضحية بالنفس من أسمى أنواع التضحيات، ولكن الوطن اليوم بحاجة ماسة أيضاً لتضحيات من نوع أخر وعلى كافة المستويات، فالجندي يضحي بنفسه الغالية وهذا شرف كبير له وللوطن الذي ينتمي إليه.

 وكذلك يجب على الطبيب والمهندس والمعلم الذي يربي أبناء الأمة ليصنع منهم الغد ورجال المستقبل.

 والداعية وغيرهم كلاٌ في مجاله أن يضحي بأمانة وبصدق وبتفاني من أجل عزة ورفعة شعبه ووطنه.

فلابد من التضحية لبناء الوطن ليقاوم معاول الهدم، وكذلك لابد من إيثار المصلحة العامة على الخاصة، والحفاظ على المال العام، والحرص على العمل والإنتاج.

** ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام المثل الأعلى في التضحية في سبيل الوطن فلا يخفى علينا ما حدث في غزوة الخندق لما تكالب الأحزاب على غزو المدينة.

 فقد شاور المصطفى صلى الله عليه وسلم أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق للدفاع عن المدينة، فأعجب ذلك المسلمين، فخرجوا من المدينة، وعسكر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفح جبل سلع «وهو جبل بسوق المدينة المنورة»، فجعلوه خلفهم ثم هبُّوا جميعًا يحفرون الخندق بلا تكاسل ولا تهاون بل ضحوا بجهدهم ووقتهم وراحتهم تحمَّلوا الجوع والعطش والبرد والأذى من أجل الدفاع عن دينهم ووطنهم.

روى البخاري عن البراء رضي الله عنه قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلد بطنه وكان كثير الشعر.

وروى أنس رضي الله عنه أن الأنصار والمهاجرين كانوا يرتجزون وهم يحفرون الخندق، وينقلون التراب على متونهم ويقولون:

نحن الذين بايعوا محمدًا ***على الإسلام ما حيينا أبدًا..

فيحييهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: اللهم إنه لا خير إلاّ خير الآخرة*** فبارك اللهم في الأنصار والمهاجرة.

هؤلاء المسلمون الصادقون ضربوا لنا أروع الأمثلة في التضحية والفداء والبذل والعطاء، وقدموا صورًا مُثْلى للتضحية في سبيل الله، جديرة بأن نضعها نصب أعيننا، وفي عقولنا وقلوبنا، لنقتديَ بها ونحاكيَها في سلوكنا: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: ٩٠].

* وفي الختام: – أقول لا نهضة للأمم من غير تضحية ، وعلى أكتاف المضحين تقوم الأمم وترتقي وبتضحياتهم تحيا وتعيش ، وتجتاز المحن والصعاب وتحطم السدود والقيود.

أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يرزقنا الأمن والأمان والسلامة والسلام.

                   ***

كتبه: – الشيخ كمال السيد محمود محمد المهدي.

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »